بسم الله الرحمن الرحيم.

و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم.

تعد كلية الحقوق و العلوم السياسية إحدى الصروح العلمية الهامة بجامعة سعيدة، هدفها الأساسي تحقيق تكوين جامعي متميز، ومعرفة اجتماعية بناءة، و تحديثا و تطويرا مستمرين للبرامج التعليمية لتواكب التطور العلمي و تتفق في مسعاها مع معايير الجودة العالمية في مجال التعليم و البحث.

و قد استطاعت الكلية خلال مسيرتها الثرية رفد أعداد كبيرة من الخرجين المؤهلين علميا في شعبتي الحقوق و العلوم السياسية، وذلك بفضل المجهودات التي بذلها أساتذتها و إداريوها في إطار السياسة الهادفة التي تسعى الدولة من خلالها إلى جعل الجامعة الجزائرية في مصاف الجامعات العالمية من حيث الجودة و النوعية و الكفاءة.

و إذا كنا نؤمن بأنه من حق الطالب الحصول على الشهادة الجامعية بعد اجتياز متطلبات الحصول عليها، فإننا نؤمن أيضا بأن الاندماج في الحياة المهنية و انفتاح الجامعة على محيطها يستوجب الاعتماد على الأساليب الحديثة في التدريس و التكوين، وهذا من شأنه مساعدة الطالب على التحليل و الابداع و الابتكار و ذلك على النحو الذي يجعله بعد تخرجه إطارا مساهما مساهمة فعالة في بناء مجتمعه و وطنه.

و بالفعل فقد قطعت الكلية شوطا كبيرا في ضمان التكوين عن بعد، و هذا مباشرة بعد اعتماده كشكل من أشكال التعليم في المنظومة الجامعية من طرف الوزارة الوصية، من خلال تجسيد تعليم تفاعلي على منصة الكترونية تجمع الأستاذ و الطالب، فأضحى الطالب يتلقى تكوينا مزدوجا في شكل تعليم حضوري مدعم بتعليم عن بعد، الأمر الذي رفع من مستوى ذلك التكوين للطلبة الذين يزاولون تعليمهم بالكلية.

و لأن البحث العلمي هو جسر آخر للمعرفة و لا تخلو منه أي منظومة جامعية، فقد أولت له الكلية منذ تأسيسها أهمية بالغة، و سجلٌها حافل بتنظيم العديد من التظاهرات العلمية في شكل أيام دراسية و ملتقيات وطنية، عولجت من خلالها مواضيع عديدة اتسمت بجديتها و حداثتها، كما تشكل مجلاتها الثلاث، مجلة  البحوث القانونية و السياسية، مجلة الدراسات القانونية المقارنة، و مجلة الدراسات الحقوقية، دعامة أخرى للبحث العلمي وقفت من خلال البحوث المنشورة بها على آخر المستجدات في العلوم القانونية و السياسية و استطاعت أن توفر مادة علمية مفيدة للطالب و الأستاذ و الباحث.

و تكملة للبناء الذي بدأه و استمر فيه كل من أشرف على إدارة الكلية منذ تأسيسها كدائرة سنة 1998، ثم كمعهد و بعد ذلك ككلية سنة 2009، نتعهد بأننا سنحرص أشد الحرص و بإخلاص على استكمال ذلك البناء، كما أننا سنعمل من خلال هذا الموقع الذي يعد نافذتنا الاعلامية أن نضع زواره الكرام في صورة كل ما هو جديد و مفيد بشأن الأنشطة البيداغوجية و العلمية للكلية.

و أخيرا  نؤكد و نحن في هذا المقام بأن بذل أي مجهود لن يكتب له النجاح دون تفاعل و مساهمة و مشاركة الجميع، ذلك أن المبادرات الفردية و الجماعية البنٌاءة ستسمح لنا جميعا بتحقيق الأهداف المرجوة على النحو الذي يخدم جامعتنا و وطننا في ذات الوقت.

سدد الله خطانا و خطاكم و وفقنا و وفقكم إلى ما فيه الخير لنا جميعا.

 

 

عميد الكلية
الدكتور بن أحمد الحاج