كلمة نائب العميد  

تتقدم الأستاذة: د.بوشنافة سحابة نائبة العميد المكلفة بالدراسات، والمسائل المتعلقة بالطلبة لكلية العلوم الاجتماعية والانسانية، بأحر التهاني للناجحين في شهادة البكالوريا، وتتمنى لهم مسارا علميا تتفتق فيه قابلياتهم، وقدراتهم لبناء شخصية علمية، ومواطنية متسقة،كما ترحب  الأستاذة: بالطلبة المسجلين في الاطوار الثلاثة لمزاولة دراساتهم العليا،ويهديهم هذا النص للعالم الاسلامي الحسن ابن الهيثم  (965 /1040 م) الذي يحدد فيه صفات الطالب الأنموذج، والنص هو: “الحــق مطلوب لذاته، و كل مطلوب لذاته فليس يعنى طالبه غير وجوده، و وجود الحق صعب، والطريق إليه وعر، والحقائق منغمسة في الشبهات، وحسن الظن بالعلماء في طباع جميع الناس، فالناظر في كتب العلماء إذا استرسل في طبعه، وجعل غرضه فهم ما ذكروه، وغاية ما أوردوه، حصلت الحقائق عنده هي المعاني التي قصدوا لها، و الغايات التي أشاروا إليها.وما عصم الله العلماء من الزلل، ولا حمى علمهم من التقصير والخلل، و لو كان ذلك كذلك لما اختلف العلماء في شيء من العلوم، ولا تفرقت آراؤهم في شيء من حقائق الأمور، و الوجود بخلاف ذلك، فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم، بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان، لاقولَ القائل الذى هو إنسان، المخصوص في جبلُّته بضروب الخلل والنقصان، و الواجب على الناظر فى كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصماً لكل ما ينظر فيه، ويجيل فكره في متنه وفى جميع حواشيه، و يخصمه من جميع جهاته و نواحيه، و يتهم أيضاً نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه. فإنه إذا سلك هذه الطريقة انكشفت له الحقائق، وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه من التقصير والشبه..”

الحسن بن الهيثم، الشكوك على بطلميوس، ص، ص: 3/4